ما زال صراع المرأة للحصول على حقها، وإنسانية التعامل معها، ومساواتها بالرجل، أفكارًا سارية، تظهر بين وقت، وآخر لدى بعض النساء، وعلى ألسنة الفتيات ـ تلميذات كن أو جامعيات ـ إضافة إلى
طرحها للنقاش في الجلسات، والمحافل الثقافية، حيثُ تؤكد الدراسات، أن نسبة كبيرة تصل إلى %65 من النساء، يشعرن بالظلم لعدم حصولهن على كافة حقوقهن، ونسبة أخرى يتمنين لو كن رجالاً، بحثًا عن مزيد من الحقوق، والحرية، إضافة إلى امتيازات أخرى يستمتع بها الرجل وحده دون المرأة.
هنا يؤكد أساتذة الطب النفسي، وتشير الدراسات والكتب، إلى أن سعادة المرأة، ودليلها لحياة ناجحة وآمنة، في اعترافها، ورضائها بكونها امرأة، فهل أنت سعيدة؟.
يرى الدكتور«يسري عبد المحسن» ـ أستاذ الطب النفسي بالقصر العيني ـ أن المرأة اعتادت منذ قديم الأزل التصرف بأسلوب خاص، بناء على ما سمعته من تعليمات وهي صغيرة، وشاهدته سلوكًا واقعًا في تصرفات أمها في البيت، فهي تراعي حق الرجل أولاً وثانيًا، وتسهر على حاجته، وتلبي أوامره، هكذا تربت، ويتابع الدكتور يسري: «ومن هذه الوصايا: تجهيز الطعام فور عودة الزوج من عمله، فهو جزء من الترحيب، وعليك أيضًا تجديد نشاطك، والاسترخاء قليلاً قبل استقباله، ومراعاة أن يكون المنزل نظيفًا، والأطفال في أحسن، وأهدأ حال، وأن تقللي من الضوضاء، والصخب، وتبتعدي عن الشكوى، مع الإنصات لكلامه والاهتمام به، ومن ضمن الوصايا أيضًا: أن تتركي زوجك يستمتع بحريته، ووقته، ولا تعترضي على خروجه مع أصدقائه».
ولا توجد مشكلة من اتباع الزوجة لكل هذه الوصايا، لكن دون إنكار كامل للذات، أو الإحساس بقلة الشأن، وإنما يتحقق ذلك عن طريق إعادة التفكير في حياتك، وتجديد النفس، بتعلم إلقاء السؤال للمعرفة، وامتلاك الآراء، والأفكار الجديدة.
احترام الذات
كما يشير الدكتور إسماعيل يوسف -أستاذ الطب النفسي بقناة السويس- إلى أن هناك أصولاً ينبغي على كل زوجة متابعتها، أولها: رفض العيش في صورة المرأة المضحية، المغبونة، ومعرفة أن النهوض بالذات، ومعرفة حقك، قبل أن تستمديه من الآخرين، لا يعني التقليل من شأن الرجل، وإن حاولت النيل منه، يكون على الدرجة نفسها من السوء، كإيذاء المرأة، وأفضل شيء يمكن أن تقوم به المرأة، حتى تضع نفسها على قدم المساواة مع الرجل، أن تعتز بذاتها، وكونها امرأة.
ومن زاوية تحليلي
ة اجتماعية، تنصح الدكتورة عزة كريم -المستشارة بالمركز القومي للبحوث قائلة: «ليس من الضروري أن تكون الزوجة ـ الأم ـ مريضة حتى تحصل على الراحة، حيثُ إن المرض هو العذر الوحيد، الذي تلجأ إليه للحصول على قسط من الراحة، وهذا يتم بإدراكها أنها مواطنة من الدرجة الأولى، وليس الثانية، تلك الخرافة التي ابتكرتها فئات معينة من المجتمع».
التغيرات النفسية
يدعم كلامنا النفسي، والاجتماعي، كتاب الدكتورة «لويز هاي» الباحثة في مجال علم ما وراء الطبيعة، في كتابها «سعيدة بكوني امرأة Empowering women» في طبعته الرابعة عشرة، حيثُ تقول: «إن القيمة الذاتية، واحترام الذات، هما من أهم الأشياء التي يمكن أن تملكها المرأة، لأنها عندما تشعر بقيمتها الذاتية، لن تقبل الشعور بالنقص، أو الإساءة، وكل واحدة بيدها أن تساهم في جعل نفسها تشعر بالحب، والتقدير، والاحترام».
مفاهيم إيجابية
وفي المجال الطبي، أثبتت الدراسات المرتبطة بوظائف المخ، أن هناك وجودًا لما يسمى بالمرسلات الكيميائية، التي تنتقل في كل أنحاء الجسم عند التفكير في شيء ما، أو التحدث بكلمة، فالتواصل بين الجسم، والعقل لا ينقطع أبدًا، حيثُ يقوم العقل بتحويل الأفكار إلى خلايا الجسم، بصورة مستمرة.