رفض علماء أزهريون فتوى أطلقها الكاتب الإسلامي جمال البنا تجيز وقوف النساء بجوار الرجال خلال صلاة العيد بحجة حالة الضرورة واختلاف العرف. وأكد العلماء أن الأعراف والعادات والتقاليد الإ
سلامية لا تتغير بتغير الزمان ولا المكان، وأن العرف قد جرى منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا بأن تقف النساء خلف صفوف الرجال، وأنه لا توجد ضرورة في صلاة العيد للتزاحم، خاصة أن هذه الصلاة تقام في أماكن تتسع لاستيعاب أعداد كبيرة من الناس مثل الميادين والشوارع، وليست قاصرة على المساجد. وقالوا إنه «لا يجوز أن نغير أحكام الإسلام الذي تميز عن سائر الأديان السماوية بأنه جاء خاتما لها، وتميزت شريعته بصلاحيتها لكل زمان ومكان بحجة مواكبة العصر أو «العصرنة».
وقال البنا في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن العرف الإسلامي جرى بأن تخصص صفوف للنساء، إما في مكان منعزل عن الرجال أو خلف صفوفهم في المكان نفسه، ولكن هذا العرف يتغير حسب تغير ظروف الزمان والمكان. ففي بلاد الغرب يختلف العرف عنه في البلاد الإسلامية، وبالتالي يجوز أن يقف الرجل بجوار المرأة خلال صلاة العيد، لأنه في هذه الحالة سيرى المجتمع الغربي، الذي يرى الإسلام بصورة مشوهة، في ذلك صورة من صور المساواة بين الرجل والمرأة تدحض فكرة دونية المرأة في الإسلام، وتؤكد أن الإسلام دين عصري. وزاد قائلا: «يجوز كذلك في حالة الضرورة أن تقف المرأة والرجل بجوار بعضهما البعض في صف واحد أثناء صلاة العيد، وذلك بحسب الفقه الإسلامي الذي يقول إن للضرورة أحكاما، والضرورات تبيح المحظورات».
وفى تعليقه على ذلك، قال الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية فيه «نعتبر كلام البنا رأيا شخصيا وليس بفتوى، وهذا من الآراء التي فيها شطط، فضلا عن أنه إنسان ليس مؤهلا للفتوى بل لا يحق له الإفتاء أو الحديث في أمور الدين لأنه ليس بمتخصص في العلوم الشرعية ولا يجوز له الاجتهاد في أمور الدين أو إبداء أي آراء تتعلق بالأمور الشرعية. ومن الأفضل له أن يجتهد في مجال تخصصه، ويجب كذلك على كل مسلم أن يجتهد في مجال تخصصه، حتى تتقدم الأمة وتنهض بمسؤولياتها»، مضيفا أنه لا يجوز تغيير أحكام ديننا بحجة مواكبة العصر أو «العصرنة»، لأن الذي يفهم الإسلام فهما صحيحا سيجد أنه تميز عن سائر الأديان السماوية بأنه جاء خاتما لهذه الأديان وبالتالي فإن شريع
ته تميزت بصلاحيتها لكل زمان ومكان.
أما الدكتور عمر مختار القاضي، الأستاذ بجامعة الأزهر، فقد أكد أن وقوف المرأة بجانب الرجل أثناء صلاة العيد، التي تقام في الساحات أو الميادين العامة أو المساجد، لا يجوز شرعا لأنه ليست هناك ضرورة لذلك، حيث لا يوجد زحام أساسا في الأماكن المفتوحة والخلاء نظرا لتعدد الأماكن واتساعها، وبالتالي فإن صلاة المرأة بجانب الرجل في العيد باطلة ولا تصح، فضلا عن أنها تبطل صلاة من يقف بجانبها من الرجال وكذلك من يخلفها، وفقا لرأى بعض المذاهب الفقهية. وأضاف أن طواف المرأة مع الرجل في الحرم المكي الشريف حالة لا يقاس عليها لأن المسلمين يأتون إلى الحرم بالملايين. ومن جانبه، يقول الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح، الأستاذ بجامعة الأزهر «إن جميع فقهاء الإسلام اتفقوا على أن تقف المرأة في الصلاة خلف صفوف الرجال، وهذه سنة متبعة عن الرسول صلى الله عليه وسلم. ففي عهد النبي والخلفاء والسلف الصالح وحتى يومنا هذا تقف المرأة في صلاتها خلف صفوف الرجال، وهذا لا يمثل انتقاصا من قدر المرأة على الإطلاق بل في ذلك حفاظا على مشاعر المرأة وصيانة لحيائها».